تراجعات عالمية تضرب البورصات وسط مخاوف رفع الفائدة وتقلبات الأسهم

المؤلف: الاقتصادية08.27.2025
تراجعات عالمية تضرب البورصات وسط مخاوف رفع الفائدة وتقلبات الأسهم

شهدت أسواق المال العالمية تراجعا ملحوظا خلال تعاملات يوم أمس، مدفوعة بزيادة المراهنات من قبل المتعاملين على احتمالية رفع أسعار الفائدة، وذلك في أعقاب تصريحات ذات طابع تشديدي صدرت عن مسؤولين في بنوك مركزية رئيسية. وقد انعكس هذا التوجه بشكل خاص على الأسواق التي تتبع أداء "وول ستريت".
وفي تفاصيل حركة الأسهم الأوروبية، سجل سهما كل من شركة ساب الألمانية العملاقة المتخصصة في البرمجيات، وشركة كيرينج الفرنسية الرائدة في مجال السلع الفاخرة، انخفاضا ملحوظا. جاء هذا التراجع عقب إعلان الشركتين عن نتائج أعمالهما للربع الأول من العام الجاري.
ووفقا لبيانات "رويترز"، فقد المؤشر ستوكس 600 الأوروبي نسبة 0.8 في المائة من قيمته، مسجلا بذلك أسوأ أداء يومي له منذ أكثر من أسبوعين. كما اختتم المؤشر الأسبوع على انخفاض واضح.
وكان رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي الأمريكي، جيروم باول، قد صرح يوم الخميس الماضي بأن "زيادة الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس ستكون خيارا واردا بقوة خلال اجتماع البنك المركزي الأمريكي المقرر عقده في الثالث والرابع من أيار (مايو)".
وجاءت هذه التصريحات في أعقاب إشارات مماثلة من نائب رئيس "المركزي الأوروبي"، الذي أيد بدوره فكرة إنهاء برنامج شراء السندات بحلول شهر تموز (يوليو). وبناء على هذه التطورات، توقعت أسواق المال زيادة في سعر الفائدة من قبل المركزي الأوروبي بمقدار 80 نقطة أساس بحلول كانون الأول (ديسمبر).
وعلى صعيد القطاعات الفرعية الأوروبية، فقد تراجعت جميع المؤشرات، حيث قادت أسهم شركات التجزئة والتكنولوجيا قائمة الانخفاضات.
وانخفض سهم شركة كيرينج الفرنسية بنسبة 5.3 في المائة، وذلك بعد إعلان الشركة عن تراجع في مبيعات علامتها التجارية الشهيرة "جوتشي" بسبب إجراءات الإغلاق المتخذة في الصين.
كما انخفض سهم شركة ساب الألمانية بنسبة 2.9 في المائة، بعد أن توقعت الشركة انخفاضا في الإيرادات يصل إلى 300 مليون يورو نتيجة لقرارها بالخروج من السوق الروسية.
وشهد مؤشر كاك الفرنسي انخفاضا بنسبة 1.1 في المائة، وذلك قبيل انطلاق الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية.
وفي سياق منفصل، أشارت البيانات الصادرة عن شركة بطاقات الائتمان الأمريكية "أمريكان إكسبريس" إلى أن أرباح السهم الواحد في الشركة بلغت خلال الربع الأول من العام الحالي 2.73 دولار للسهم، مقارنة بـ 2.74 دولار خلال الفترة نفسها من العام الماضي. ومع ذلك، فقد تجاوزت هذه الأرباح توقعات المحللين التي كانت تشير إلى أرباح بمعدل 2.44 دولار للسهم.
وأعلنت الشركة أمس عن تراجع في أرباحها خلال الربع الأول من العام الحالي، على الرغم من تجاوز هذه الأرباح للتوقعات.
وأوضحت الشركة أن "صافي أرباحها خلال الربع الأول من العام الحالي بلغ 2.1 مليار دولار، بانخفاض قدره 6 في المائة عن الفترة نفسها من العام الماضي، في حين زادت الإيرادات بنسبة 29 في المائة سنويا لتصل إلى 11.7 مليار دولار".
وأكد ستيفن سكويري، الرئيس التنفيذي ورئيس مجلس إدارة الشركة، أن "استخدام العملاء لبطاقات الائتمان ما زال قويا"، وأشار إلى قوة الاحتفاظ بالعملاء، معربا عن "أن الشركة متمسكة بتوقعاتها لنتائج العام الحالي وتحقيق نمو يتراوح بين 18 و20 في المائة في الإيرادات".
وعلى الصعيد الآسيوي، أغلقت الأسهم اليابانية تعاملات يوم أمس على انخفاض للمرة الأولى منذ أربع جلسات، متأثرة بأداء "وول ستريت" التي تراجعت في اليوم السابق على خلفية آراء "المركزي الأمريكي" بشأن أسعار الفائدة. في المقابل، شهد سهم "توشيبا" ارتفاعا ملحوظا بعد أن فتحت الشركة الباب أمام عمليات الاستحواذ.
وأنهى مؤشر نيكاي الجلسة متراجعا بنسبة 1.63 في المائة، مسجلا 27105.26 نقطة، بينما هبط مؤشر توبكس الأوسع نطاقا بنسبة 1.19 في المائة، مسجلا 1905.15 نقطة. وقد قادت أسهم شركات التكنولوجيا قائمة التراجعات.
وبذلك، انخفض مؤشر "نيكاي" على مدار الأسبوع بأكمله بنسبة طفيفة بلغت 0.04 في المائة، في حين ارتفع مؤشر "توبكس" بنسبة 0.47 في المائة.
وارتفع سهم توشيبا بنسبة 4.65 في المائة بعد أن أعلنت الشركة "أنها ستسعى إلى صفقات تشمل عمليات استحواذ محتملة".
وقاد سهم "طوكيو إلكترون"، الشركة المنتجة لمعدات صناعة الرقائق، التراجعات على مؤشر نيكاي، حيث هبط بنسبة 2.1 في المائة. كما تراجع سهم "فاست ريتيلنج"، المشغلة لمتاجر يونيكلو، بنسبة 2.7 في المائة، وانخفض سهم سوفت بنك بنسبة 3.01 في المائة.
وتراجعت جميع المؤشرات الفرعية للقطاعات في البورصة اليابانية باستثناء ثلاثة مؤشرات.
وارتفع مؤشر شركات التأمين بنسبة 0.91 في المائة، مدفوعا بارتفاع عائدات سندات الخزانة الأمريكية.
وفي سياق متصل، سجلت مؤشرات سوق الأسهم الأمريكية انخفاضا ملحوظا أمس، بعد إغلاق جلسة التداول في بورصة نيويورك.
وتراجع المؤشر داو جونز الصناعي بمقدار 981.36 نقطة، بما يعادل 2.82 في المائة، ليغلق عند 33811.40 نقطة. كما أغلق المؤشر ستاندرد آند بورز 500 منخفضا بمقدار 121.88 نقطة، بما يعادل 2.77 في المائة، ليصل إلى 4271.78 نقطة.
وسجل المؤشر ناسداك المجمع تراجعا بمقدار 335.36 نقطة، بما يعادل 2.55 في المائة، ليصل إلى 12839.29 نقطة.
وفي كوريا الجنوبية، بلغ مؤشر سوق الأوراق المالية الكوري الجنوبي "كوسبي" 2704.71 نقطة، بانخفاض قدره 23.50 نقطة، أي بنسبة 0.86 في المائة، عند الإغلاق أمس.
بينما بلغ مؤشر كوريا الآلي لتحديد الأسعار للمتعاملين في الأسهم "كوسداك" 922.78 نقطة، بانخفاض قدره 6.90 نقطة، أي بنسبة 0.74 في المائة، عند الإغلاق.
وفي باكستان، أغلقت بورصة كراتشي، كبرى أسواق الأسهم الباكستانية، يوم أمس على تراجع بنسبة 0.22 في المائة، ما يعادل 99 نقطة، لتصل إلى مستوى 45553 نقطة. وبلغ حجم التداول 89.520.669 سهما، تمثل أسهم 322 شركة، ارتفعت قيمة أسهم 164 شركة منها، بينما تراجعت قيمة أسهم 136 شركة، واستقرت قيمة أسهم 22 شركة.
وعلى الصعيد العربي، أغلق مؤشر سوق دبي على ارتفاع ملحوظ يوم أمس، مدعوما بسهم شركة أرامكس للخدمات اللوجستية، في حين كانت المكاسب طفيفة في أبوظبي بسبب انخفاض أسعار الخام.
وارتفع مؤشر سوق دبي الرئيس بنسبة 0.6 في المائة ليصل إلى 3683 نقطة، وأنهى الأسبوع على زيادة قدرها 2 في المائة، وهو المكسب الأسبوعي الخامس له على التوالي. وارتفع سهم أرامكس بنسبة 4.7 في المائة بعدما أعلنت الشركة "أن مجلس إدارتها سيجتمع الأسبوع المقبل للتصويت على زيادة الملكية الأجنبية إلى 100 في المائة".
وفي أبوظبي، عوض المؤشر خسائر تكبدها في بداية التعاملات ليغلق على ارتفاع طفيف بنسبة 0.2 في المائة ليصل إلى 10132 نقطة.
وأشارت إيمان العياف، الرئيس التنفيذي لشركة إي.إيه للتداول، إلى أن "بورصة أبوظبي افتتحت على تراجع في أعقاب انخفاض أسعار النفط، ولا تزال السوق عرضة لتقلبات أسواق الطاقة، ما قد يؤثر في تعافيها".
وفي الأردن، ارتفع الرقم القياسي العام لأسعار الأسهم المدرجة في البورصة الأردنية بنسبة 0.9 في المائة، ليختتم تداولات الأسبوع عند مستوى 2429.2 نقطة.
وبلغ المعدل اليومي لحجم التداول في بورصة عمّان خلال الأسبوع الماضي حوالي تسعة ملايين دينار أردني، مقارنة بـ 11.8 مليون دينار أردني في الأسبوع السابق، مسجلا انخفاضا بنسبة 23.8 في المائة. فيما بلغ حجم التداول الإجمالي الأسبوعي حوالي 45.1 مليون دينار أردني، مقارنة بـ 59.2 مليون دينار للأسبوع السابق. وبلغ عدد الأسهم المتداولة التي سجلتها البورصة خلال الأسبوع الماضي 24.6 مليون سهم، نفذت من خلال 18602 صفقة.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة